إن من أصل العلاقات التفاهم وحسن المعاشرة، والراحة في التعبير عن المشاعر الحقيقية للطرف الآخر، وعكس ذلك لا يبعث سوى الصراعوالشقاء، فالتفاهم سمة أساسية يجب أن تتحلى بها كل علاقة ناجحة، وهي القدرة على التعبير بتفاهم وتقدير لشريكك، والطلب منه دون الحاجة إلى استخدام اسلوب الابتزاز العاطفي الذي يعكر صفو المعاشرة.
يتميز الابتزاز العاطفي بقدرته على تحريك مشاعر سلبية في الشريك مثل: الذنب، والخوف، والقلق؛ فيشعر خلالها بعدم الأمان في العلاقة؛فيزيد في المقابل من شعور الامتنان الغير مستحق.
مثل أن يلعب الشريك في مفهوم الاستحقاقية قائلًا: "أنا دائمًا ما أقوم بذلك، أنا دائمًا ما أضحي لأجلك، لماذا لا تفعل ما آمرك به أو أطلبه منك؟".
ويتنوع الابتزاز العاطفي في أساليبه من حيث الطلب، وإذا تمت مخالفة نص الأسلوب يبدأ الشريك بالتكشير عن أنيابه وخلق صراع غير منطقي مع شريكه.
فيستخدم خلاله الشريك أسلوب الضغط على شريكه باللعب على عامل الوقت مثل: إجباره على أخذ قرض مالي لأنّ الوقت غير كافي لإتمام مشروعه، أو إجبار الأبناء لأحد الوالدين على شراء جهاز حاسوب لأن الاختبار النهائي في الغد وهكذا..
ويعمل هذا الأسلوب على إحراج الشريك، أو المُربي لتلبية ما يُطلب منه حتى وإن لم يستطع تلبيته في الحال.
وهو أن يعدد خلاله الشريك كل ما ضحى به أو قام به من أجل شريكه؛ بغرض إيصال شعور من الذنب للطرف الآخر لعمل ما يطلبه منه حتى وإن مست حقوقه الرئيسية وأجبرته على التنازل عنها.
ولا ضير في التضحية والتنازل إذا لم تكن في مبادئ المرء وقيمه ودينه، وعدا ذلك فيعد نوعًا من التعدي على حقوق الإنسان وملكاته.
وهو ما يلجأ إليه الشريك هربًا من الاعتراف بجديّة الطلب، فيبدأ بالمزاح مواريًا خلف ذلك ما يريده بصراحة، وقد لا يشعر المقابل بما يدورحوله فيتم استدراجه لتحقيق الغاية المرادة.
ينبغي أخيرًا على الشريك أن يتفهم معنى الابتزاز العاطفي ويبدأ بمعالجته إذا أدرك وجوده وممارسته له، وتساعدك دورة الأستاذ علي العباد"توازن القوى في العلاقات" على فهم معنى الابتزاز العاطفي والتوصل إلى حلول جذرية تساهم في تنمية العلاقة، يمكنك الآن الاطلاع عليها عبر موقع الأستاذ الرسمي.