ثقافة الاختيار ثقافةٌ مدروسة نتعامل معها منذُ الصغر؛ لتحديد خياراتنا وإرساء ما نريد، ولعلّ من أهم مراحل الاختيار في حياة المرء هي مرحلة اختياره لشريكه ورفيق دربه. فمن المهم جدًا أن نطرح آلية الاختيار الزواجي حتى نتجنب أهم الأخطاء التي قد تؤدي إلى الاختيار غير المناسب، وتزيد من حالات الفراق والألم لدى الطرفين.
ثقافة الاختيار ثقافةٌ مدروسة نتعامل معها منذُ الصغر؛ لتحديد خياراتنا وإرساء ما نريد، ولعلّ من أهم مراحل الاختيار في حياة المرء هي مرحلة اختياره لشريكه ورفيق دربه. فمن المهم جدًا أن نطرح آلية الاختيار الزواجي حتى نتجنب أهم الأخطاء التي قد تؤدي إلى الاختيار غير المناسب، وتزيد من حالات الفراق والألم لدى الطرفين.
فكيف يختار أبناؤنا شركاء حياتهم؟ كيف تختار الفتاة زوجها، ويختار الفتى زوجته؟
إن من أهم القواعد العلمية في مسألة الاختيار هي تحديد رغبات المرء بشكلٍ مفصّل، مسهبًا خلالها في التفاصيل، ومحددًا أهم المواصفات التي يرغب بها في شريك حياته؛ حتى لا يصعب عليه قرار الاختيار.
وهنا نرى بأن أصناف الناس ثلاثة في تحديد خياراتهم:
- فهناك من يعرف ماذا يريد، وهذا هو الذي يستطيع تحديد رغباته بكل تفاصيلها.
- وهناك من لا يعرف ماذا يريد.
- وهناك من يعرف ماذا يريد (وعيًا)، ولكنه لا يعرف ماذا يريد (لا وعيًا)؛ ونعني بذلك أنه يردد ما يقوله الآخرون وما هو شائع بينهم، ولكنه في الحقيقة لا يعرف ما يريده.
وللناس منطلقاتٌ في اختياراتهم، نحددها كالآتي:
أولًا: المنطلق القيمي
فينطلق في رغباته من منطلق الأخلاق والقيم والمبادئ، وعليها يبدأ الاختيار.
ثانيًا: منطلق التشابه
وصنفٌ من الناس ينطلق من خلال البحث عما يشبهه صفةً، وشكلًا، وأخلاقًا، وفكرًا.
ثالثًا: منطلق التكامل
فيبحث من خلاله عمن يكمله، حيث يرغب فيمن يسد النقص الذي لديه.
رابعًا: منطلق النسب
أي الأصل، والحسب، والعشيرة، والقبيلة.
خامسًا: منطلق الجمال
يركز من خلاله على جمال الشكل الخارجي.
سادسًا: منطلق المادة
كالعقارات والمال والممتلكات المادية.
سابعًا: منطلقات متعددة
وهو الذي يجمع في مسألة اختياره العديد من المنطلقات ولا يكتفي بواحدٍ منها.
ومن هنا يجب التركيز على وجوب وعي الفرد بحقيقة ما يريد، من خلال ترتيبه لأولوياته ومنطلقاته، فكل إنسان يختلف في ترتيبها عن الآخر؛وعليه أن يرتبها من الأهم إلى الأقل أهمية بحسب ما يراه ويرغب به.
حينما نهمُّ بالارتباط لا بد أن نعي بأننا نرتبط بشخصية متعددة الجوانب، علينا معرفة تفاصيلها ودراستها بدقة!
- الجانب الجسدي: تحديد تفاصيل الشكل المرغوب من قبلنا، اللون والشعر والتقاسيم حتى نخرج الصورة الذهنية لشريك الحياة على أرض الواقع.
- الجانب العقلي: فهم وتحديد الشخصية التي أعجب بها، من خلال إدراكاتها وفهمها وعمق تفكيرها.
- الجانب الانفعالي: وهو مدى قدرة الشريك على السيطرة على انفعالاته وتوظيفها في المكان الصحيح.
- الجانب الأخلاقي: ماهي الأخلاق المهمة لدي والتي يجب أن يمتلكها شريك حياتي؟ أحدد الأخلاقيات التي أعجب بها.
- الجانب الروحي: مدى تدينه والتزامه من خلال السلوك العبادي، والمعاملة، والعقيدة.. أحدد أيها أهم لدي بحسب طبيعة رؤيتي للمتدين.
بعد كتابتك للمواصفات التي ترغب بها، عليك أن تكتشف المساحة في تلك المواصفات، أي أن تعرف الحد الأدنى والحد الأعلى لها، فمن الضروري أن تعرف حدود كل صفة لديك، مثال على ذلك: ما هو الحد التعليمي الأدنى الذي أرغب به وما هو الحد الأعلى وهكذا على بقية المواصفات.
حينما تكون على معرفة تامة بما تريد، فإن ذلك يسهل عليك عملية الاختيار، وأما في حال مواجهة صعوبة في ذلك فما عليك إلى أن توسع مساحاتك التي اخترتها مسبقًا من خلال تعديل الصورة الذهنية لديك عن كل صفة قبل الارتباط، وحينها ستتوسع خياراتك.
فكل شخص مسؤول عن اختياراته ويجب عليه تحملها. أما في حال تم الاختيار وعلمت بوجود مواصفات لا تعجبك، فلا تتوانى عن التواصل مع المختصين، حتى يساعدوك في مسألة تطابق صورتك الواقعية للاختيار مع صورتك الذهنية.
أما في مرحلة البحث فأنت تحتاج الى أدوات تساعدك للوصول للصورة الواقعية والتي تتقارب مع الصورة الذهنية، وهذه الأدوات نعرفها من خلال أبعاد الاختيار الثلاثة:
1. البعد الصوري: وما تحتاجه هو أداء النظرة الشرعية؛ فمن خلالها تلاحظ مدى تقارب الصورة الواقعية للصورة الذهنية.
2. البعد العقلي: بدراسة الشخصية ودراسة البيئة التي نشأ فيها، ودراسة الأصدقاء وزملاء العمل.. وكل هذا يساعدك على فهم طبيعة من ترغب بالارتباط به.
3. البعد القلبي: وهو تحديد مدى ارتياحك له، فقد يكون الشخص كامل الصفات وبهي المواصفات، ولكن القلب لا ينجذب إليه! فالأرواح جنود مجندة..
وفي هذه المرحلة عليك الموازنة بين الربح والخسارة بأن تضع الربح في كفة والخسارة في كفة أخرى، ويعني ذلك تحديد المواصفات التي أعجبتك في الشريك والمواصفات التي لا تعجبك فيه، وبعد ذلك عليك موازنة الربح (الصفات التي أعجبتك) فإن ارتفعت كفتها لأعلى فاتكل على الله واستثمر في هذا الربح، وأما الخسارة اجعلها مشروعًا لكيف تتعامل معها وتتقبلها.
فكلنا لديه جانبه المظلم، ولكن علينا أن نستعد له ونمتلك المهارات للتعامل معه.
ومما سبق نرى بأن مسألة الاختيار مسألة متجذرة وعميقة يجب دراستها بدقة، وهذا ما تساعدك فيه دورة الاختيار الزواجي للأستاذ علي العباد، سارع بالتسجيل في موقعه الإلكتروني لتحقق الاستفادة القصوى.